تاريخ تتويج المغاربة بالكرة الذهبية الإفريقية: من أساطير الماضي إلى جيل التألق الجديد.
مقدمة
تعتبر جائزة أفضل لاعب إفريقي إحدى أهم الجوائز الفردية في القارة السمراء، وقد ترك اللاعبون المغاربة بصمتهم فيها عبر التاريخ، سواء في حقبتها القديمة التي كانت تشرف عليها مجلة France Football أو في نسختها الحديثة التابعة للاتحاد الإفريقي CAF.
عرفت كرة القدم المغربية فترات ذهبية جعلت أسماء لاعبيها تتألق وتُتوّج، من جيل السبعينيات والثمانينيات وصولًا إلى الجيل الحالي الذي أعاد للمغرب مكانته في الجوائز الفردية الإفريقية.
أولًا: حقبة France Football – الجائزة الأصلية (1970–1994).
في هذه الفترة، كانت مجلة فرانس فوتبول تمنح جائزة "الكرة الذهبية الإفريقية" لأفضل لاعب في القارة. وقد تألق ثلاثة لاعبين مغاربة ونجحوا في الفوز بها، لتدخل أسماؤهم التاريخ:
1. أحمد فرس – 1975.
أول لاعب مغربي يتوج بالجائزة، وأحد أعظم أساطير كرة القدم الوطنية.
تألق فرس مع نادي الرجاء والمنتخب المغربي، وتميّز بحس تهديفي عالٍ وشخصية قيادية جعلته من أبرز نجوم إفريقيا في السبعينيات.
2. محمد التيمومي – 1985.
ساحر خط الوسط وصانع اللعب العبقري.
عام 1985 كان استثنائيًا للتيمومي بعد قيادته فريق الجيش الملكي للتتويج ببطولة إفريقيا للأندية، وتألقه مع المنتخب المغربي الذي كان يستعد لمونديال 1986.
3. بادو الزاكي – 1986.
أسطورة حراسة المرمى المغربي.
قدّم الزاكي أداءً أسطوريًا في كأس العالم 1986، حيث أصبح المغرب أول منتخب عربي وإفريقي يتأهل لدور الـ16، مما جعله يفوز بالجائزة عن جدارة.
ثانيًا: جائزة CAF – بداية عصر جديد.
منذ 1992، تولّى الاتحاد الإفريقي (CAF) منح جائزة أفضل لاعب في إفريقيا.
وقد انتظر المغرب حتى 1998 ليعود إلى منصة التتويج عبر نجم جديد:
4. مصطفى حجي – 1998.
يُعتبر فوز مصطفى حجي بهذه الجائزة لحظة تاريخية.
تميّز بحضور عالمي، وتألقه في كأس العالم 1998 مع المنتخب المغربي جعل منه أحد أبرز نجوم القارة.
كان حجي رمزًا للاعب المغربي في أوروبا، بمهاراته العالية وروحه القتالية وأهدافه المميزة.
ثالثًا: أشرف حكيمي – تتويج تاريخي يعيد المغرب إلى القمة (2025).
بعد غياب دام أكثر من 27 سنة عن منصات التتويج، جاء النجم العالمي أشرف حكيمي ليعيد الجائزة إلى المغرب من جديد.
5. أشرف حكيمي – 2025.
تُوّج حكيمي بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا (CAF Player of the Year) لعام 2025، ليصبح:
أول مغربي يفوز بالجائزة منذ مصطفى حجي.
أول مدافع يتوج بها منذ أكثر من نصف قرن.
واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم في مركزه.
لماذا فاز حكيمي؟
موسم استثنائي مع باريس سان جيرمان: دوري أبطال أوروبا، الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، السوبر الأوروبي.
أداء مبهر مع المنتخب المغربي وتصفيات كأس العالم.
تأثير كبير داخل الملعب كأحد أفضل الأظهرة في العالم.
هذا التتويج أعاد المغرب إلى الواجهة الإفريقية والعالمية، وأكد أن الجيل الجديد قادر على رفع راية الكرة المغربية عاليًا.
الفرق بين جائزة France Football وجائزة CAF.
ما بين سنة France Football 1970–1994 كانت فرونس فوتبول هي المانحة للكرة الذهبية الإفريقية الأصلية.
اما ابتداءا من سنة CAF 1992– فان الكاف هي المانحة لجائزة أفضل لاعب إفريقي.
ملاحظة: تتويجات فرس والتيمومي والزاكي كانت ضمن جائزة France Football، أما مصطفى حجي (1998) وأشرف حكيمي (2025) فهما ضمن جائزة CAF الرسمية.
خلاصة: إرث مغربي مستمر
على مدى أكثر من خمسة عقود، استطاع المغرب أن يقدم للقارة خمس أسماء كبيرة توجت بجائزة أفضل لاعب إفريقي:
أحمد فرس – 1975
محمد التيمومي – 1985
بادو الزاكي – 1986
مصطفى حجي – 1998
أشرف حكيمي – 2025
إنها مسيرة من الذهب، تربط بين الماضي والحاضر، وتعكس التطور الكبير الذي تعرفه كرة القدم المغربية. ومع الجيل الحالي من النجوم، يبدو أن المستقبل يحمل المزيد من الإنجازات.
الكلمات المفتاحية: الكرة الذهبية الإفريقية، أفضل لاعب في إفريقيا، المغرب، أحمد فرس، التيمومي، الزاكي، مصطفى حجي، أشرف حكيمي، جوائز CAF.

رأيك يهمنا.